قصة جرت أحداثها أيام الملك عبدالعزيز، طيب الله ثراه، التي تجسدت فيها خصلتا «الحلم» و«الأناة» من سجايا الملك عبدالعزيز.
طلب الملك عبدالعزيز من مندوب له إحضار مبلغ من المال من مصرف الكعكي بالرياض؛ ليكرم وفداً قادماً من الكويت، فحضر مندوب الملك للمصرف وطلب من أمين الصندوق (محمد) ذلك المبلغ، ولكن لكبر المبلغ وعدم توفره بالخزنة قال محمد لمندوب الملك: نحتاج ليومي سفر حتى نتمكن من توفير المبلغ من المركز الرئيس بجدة.
وكان مندوب الملك لا يستطيع أن يتأخر عن طلب الملك، فطلب من أمين الصندوق أن يتوفر المبلغ على آخر نهار اليوم، فذهب أمين الصندوق لمنزله وأخذ ذهب زوجته وقام برهنه لدى التجار حتى يتمكن من توفير السيولة لمندوب الملك، ولكن لم يتمكن من تغطية كامل المبلغ المطلوب فأخذ «خيشة» (كيس المال) وقام بتعبئتها بورق الكتب و«القراطيس» من الأسفل ووضع في أعلاه المال المتوفر والذي تمكن من جمعه، وحضر مندوب الملك على الموعد وأخذ كيس المال بعد تبصيمه على استلام المبلغ كاملاً، ولم يكن أمين الصندوق راضياً عن فعلته، فذهب في المساء إلى قصر الملك ومقابلته وقص عليه ما حصل، فضحك الملك من فعل أمين الصندوق. ومن حِلْم الملك وسعة صدره ولطفه وليهدئ وليطمئن ويحتوي أمين الصندوق سأله عن اسم ابنه الكبير قال له: عبدالله، فقال الملك: «مانت سهل يا بوعبيِّد». فطلب الملك منه أن يجلس في المجلس في مكان بحيث لا يراه مندوبه، فنادى الملك على مندوبه وطلب منه أن يحضر المال المطلوب، وبعدها طلب منه أن يخرج المال من الكيس، فأخذ يخرج الأعلى حتى وصل إلى أوراق الكتب و«القراطيس». فقال الملك للمندوب: «ما هذا؟!»، قال المندوب: «لعب عليَّ أمين صندوق المصرف طال عمرك»، قال الملك: «وشلون وهذا سند المصرف مبصم عليه باستلامك المبلغ كاملاً»، فضحك الملك ومن في المجلس وطلب من أمين الصندوق الخروج وكشف حيلته. بعدها قام الملك بإكرام أمين الصندوق وأهداه «بشتاً» (مشلحاً)، يرحمهم الله جميعاً، وهذه من مآثرهم التي نحفظها للأجيال.
أخيراً..
القصة التي بها حِلْم وأناة الملك عبدالعزيز؛ تذكرنا بقول رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لأشجِّ عبدالقيس: «إن فيك خصلتين يحبهما الله: الحِلْم، والأناة» رواه مسلم في حديث عبدالله ابن عباس رضي الله عنهما.
طلب الملك عبدالعزيز من مندوب له إحضار مبلغ من المال من مصرف الكعكي بالرياض؛ ليكرم وفداً قادماً من الكويت، فحضر مندوب الملك للمصرف وطلب من أمين الصندوق (محمد) ذلك المبلغ، ولكن لكبر المبلغ وعدم توفره بالخزنة قال محمد لمندوب الملك: نحتاج ليومي سفر حتى نتمكن من توفير المبلغ من المركز الرئيس بجدة.
وكان مندوب الملك لا يستطيع أن يتأخر عن طلب الملك، فطلب من أمين الصندوق أن يتوفر المبلغ على آخر نهار اليوم، فذهب أمين الصندوق لمنزله وأخذ ذهب زوجته وقام برهنه لدى التجار حتى يتمكن من توفير السيولة لمندوب الملك، ولكن لم يتمكن من تغطية كامل المبلغ المطلوب فأخذ «خيشة» (كيس المال) وقام بتعبئتها بورق الكتب و«القراطيس» من الأسفل ووضع في أعلاه المال المتوفر والذي تمكن من جمعه، وحضر مندوب الملك على الموعد وأخذ كيس المال بعد تبصيمه على استلام المبلغ كاملاً، ولم يكن أمين الصندوق راضياً عن فعلته، فذهب في المساء إلى قصر الملك ومقابلته وقص عليه ما حصل، فضحك الملك من فعل أمين الصندوق. ومن حِلْم الملك وسعة صدره ولطفه وليهدئ وليطمئن ويحتوي أمين الصندوق سأله عن اسم ابنه الكبير قال له: عبدالله، فقال الملك: «مانت سهل يا بوعبيِّد». فطلب الملك منه أن يجلس في المجلس في مكان بحيث لا يراه مندوبه، فنادى الملك على مندوبه وطلب منه أن يحضر المال المطلوب، وبعدها طلب منه أن يخرج المال من الكيس، فأخذ يخرج الأعلى حتى وصل إلى أوراق الكتب و«القراطيس». فقال الملك للمندوب: «ما هذا؟!»، قال المندوب: «لعب عليَّ أمين صندوق المصرف طال عمرك»، قال الملك: «وشلون وهذا سند المصرف مبصم عليه باستلامك المبلغ كاملاً»، فضحك الملك ومن في المجلس وطلب من أمين الصندوق الخروج وكشف حيلته. بعدها قام الملك بإكرام أمين الصندوق وأهداه «بشتاً» (مشلحاً)، يرحمهم الله جميعاً، وهذه من مآثرهم التي نحفظها للأجيال.
أخيراً..
القصة التي بها حِلْم وأناة الملك عبدالعزيز؛ تذكرنا بقول رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لأشجِّ عبدالقيس: «إن فيك خصلتين يحبهما الله: الحِلْم، والأناة» رواه مسلم في حديث عبدالله ابن عباس رضي الله عنهما.